ديوان تأبط شرا

ديوان تأبط شرا

التصنيف : أدب - شعر

دار النشر : دار صادر

تأبط شرا

إن الظاهرة الفنية التي يمثلها شعر الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي واحدة من الظواهر الفنية العامة في تاريخ الشعر العربي التي لم تتم بعد دراسة جميع جوانبها وأبعادها، رغم ما تميزت به من خصائص فنية مختلفة أو متميزة.

عن الخصائص العامة الرئيسية لبقية الشعر الجاهلي

وقد تحسنت خصائص شعر الصعاليك أكثر ما يكون وهوحاً وأبلغ ما يكون بياناً في شعر أكثرهم دوراناً على الأنسنة، وهم تابط شراً والشعري وعروة بن الورد وقد حطي الأخيران بما لم يحظ به تابط شراً من الدراسة والبحث، سواء من حيث الجوانب الفنية والإبداعية واللغوية في شعره هو، أو من حيث دلالة شعره على بعض الخصائص الفنية الشعر الصعاليك الخاصة والشعر الجاهلي عامة، فضلاً عما تتيحه دراسته من إضاءة لبعض جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية العرب في

العصر الجاهلي

ولم يكن ذلك ليحدث لولا غياب ديوان له يجمع شعره المتفرق، ويضم أشلاءه ومزقه التي توزعتها كتب الأدب واللغة، فضاعت

معالمه في هذا الخصم، وشاهت صورته الفنية والاجتماعية حتى غلبت عليها عند العديد من دارسي تاريخ الأدب العربي اخطاء و اغلاط كثيرة، ولم تبحر في تناوله الدقة الواقية والإدراك المتكامل ولم يقع عليه الاختيار ليكون محل نظر وتأمل، بل كان الشنفري وعزوة أقرب مثالاً لتوفر ديوانيها

اما تأبط شرا علم بين أيدينا من ديوانه أو عنه، إلا نقايا كلمات وأطراف عبارات وردت في بعض كتب ابن جني، وذلك رغم المكانة التي شعره في الأدب الجاهلي وتاريخ اللغة العربية عند القدماء والصحه لين فعلى سبيل المثال لم يكن عبداً ولا اعتباطاً أن افتتحأبرز رواة الشعر الجاهلي وأهمهم المفضل الضبي اختباراته المشهورة بالقصيدة القافية لتأبط شراء والتي مطلعها يا عيد مالك من شوق وإبراق ومر طيف على الأهوال طراق

ولم يقل احتمام اصحاب علوم اللغة بشعر تأبط شراً عن اهتمام رواة الشعر والقادة به، وتكفي الإشارة هنا إلى أن ابن منظور قد أورد في لسان العرب واحداً وستين شاهداً من شعر تأبط شراء بينما لم يستشهد من شعر الشنفري إلا بثلاثة وعشرين بينا ومن

شعر عروة بن الورد إلا بخمسة وثلاثين بيتاً.