متوفر دفع اون لاين عبر الواتساب مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوعها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
القراءة في زمن الاضطراب
التصنيف : تطوير الذات - علم نفس
دار النشر : دار أثر
ألبيرتو مانغويل
ألبيرتو مانغويل، الكاتب والمفكر الأرجنتيني-الكندي، أحد أبرز الأصوات في الأدب العالمي حين يتعلّق الأمر بالكتب أو القراءة بوصفها فعلًا وجوديًا لا هواية. عُرف بكتبه التي تتأمل معنى المكتبة، واللغة، والعلاقة الغامضة بين القارئ والنص، مثل تاريخ القراءة والمكتبة في الليل. أما في كتابه "القراءة في زمن الاضطراب" (ترجمة ريم غنايم)، فيتجه مانغويل نحو مرافقة القارئ وسط فوضى العالم، في زمن تكثر فيه الضوضاء ويقل فيه الإصغاء، ليذكّرنا بأن القراءة ليست ملاذًا من الواقع فحسب، بل وسيلة لفهمه ومساءلته.
ينتمي هذا العمل إلى جنس المقالات التأملية الأدبية، يضم مجموعة نصوص كتبها مانغويل في فترات مختلفة، تتراوح بين السيرة الفكرية والقراءة النقدية الفلسفية. الفكرة الأساسية التي تجمعها هي أن القراءة مقاومة للزمن؛ فعل يستعيد به الإنسان صوته الداخلي حين يصمت العالم أو يختنق بالسطحية.
في مقالة "صورة للقارئ في زمن الاضطراب"، يرسم مانغويل ملامح القارئ بوصفه منفى متنقّل، يحمل مكتبته معه كدليل نجاة. القارئ عنده ليس منسحبًا من العالم، بل منغمسًا فيه على طريقته الخاصة، يقرأ ليجد في النصوص عزاءً ضد الخراب. وفي نص "عزاء أعمى"، تتجلى إنسانيته حين يستدعي صورة العمى كرمز للتبصّر الداخلي، مؤكدًا أن القراءة لا تحتاج إلى عيون بقدر ما تحتاج إلى خيال.
أما في "دموع إسحاق" و"التلويح أو الغرق"، فيمزج بين التأمل الديني والأسئلة الأخلاقية، متتبعًا خيط الرحمة في القصص المقدسة، وكأن القراءة بالنسبة له طقس اعتراف دائم أمام النصوص الكبرى. بين كل مقالة وأخرى، يلمح القارئ صوت مانغويل الهادئ والمُتمرّد في آن: صوت من يؤمن أن الكتب لا تُنقذ العالم، لكنها تعلمه كيف يُنقذ نفسه.
وفي ختام الكتاب، لا يقدم مانغويل إجابات جاهزة، بل يتركنا أمام سؤال مقلق وجميل:
في عالم يتسارع نحو الصخب والنسيان، هل ما زلنا نملك الشجاعة لنجلس ونفتح كتابًا؟